[b]أجراس .. ليتعلم الجزائريون لغة الحب؟[/b]

أجراس .. ليتعلم الجزائريون لغة الحب؟

بقلم : أنور صالح الخطيب ..كأنه صار خبرا عاديا لا يمكن أن يهز شعرة في رأس أحد؟. هذا الموت المعلن في الجزائر إلي متي؟.. 43 ضحية و38 جريحا سقطوا أمس في هجوم انتحاري علي مدرسة لتدريب الشرطة شرق الجزائر.

تسابقت وكالات الأنباء في إعلان الخبر العاجل وفي تعداد عدد الضحايا كما يرد من وزارة الداخلية الجزائرية أولا بأول.بلد المليون شهيد الغارقة في العنف وفي الموت تستحق من أهلها بجميع أطيافهم وتياراتهم أن يتكاتفوا ليزيلوا عنها هذه الوجه الملطخ بالموت والدماء وبالسواد.. يكفي عقدين من الموت والخراب والعذاب؟؟.. ليحصي الجميع ما كسبوه من سنوات الموت والخراب سيكتشفون أنهم جميعا خاسرون وأن الوطن هو الخاسر الأكبر... الوطن الذي يشيع خيرة شبابه نحو الموت ما بين يوم وأخر. ليتكاتف الجزائريون فيما بينهم ليزرعوا الحب في بلادهم بدلا من لغة الموت والخراب.. لتذكر الجزائر في أخبار وكالات الأنباء وشاشات التلفزة حين تحقق لمواطنيها رخاء اجتماعيا أو سبقا علميا أو أدبيا أو رياضيا لا أن يلتصق اسمها بالعنف والموت والخراب.

أين ذهب حديث المصالحة الوطنية واستفتاء الوفاق الوطني ..؟؟ ما فائدة الاستفتاءات والانتخابات والصراعات علي السلطة التي تنطلق من زاوية مصلحة الجزائر والجزائريين إذا كان الموت والرعب سيبقي يجلل وجه الجزائر وإذا كان الحداد والسواد سيبقي لباس الجزائريات لسنوات طوال ؟؟ ماذا سيقال للأمهات اللاتي فقدن فلذات أكبادهن أمس في مجزرة تدريب الشرطة؟؟

هل سيقال لهن أن عدوا خارجيا قتل أبناءهن؟؟ أم يقال لهن أن أبناء الوطن يتقاتلون فيما بينهم بحثا عن النظام الأفضل والعادل ولكن ما فائدة العدل نفسه حين يخسر المرء حياته في هذا الصراع الذي طال وأصبح صراعا من اجل القتل والقتل فقط.

تستحق الجزائر من أبنائها أن يزرعوا الحب في أرضها لا أن يزرعوا الموت والبغضاء والكراهية يستحق شهداء الجزائر الذين حرروها من الاستعمار الفرنسي من أبنائهم وأحفادهم أن يتعلموا لغة الحب لا لغة الموت فهم ضحوا بحياتهم من اجل أن تحيا الجزائر لا أن يقتلها أبناؤها أنفسهم. ماذا سيقول الجزائري لجميلة بوحريد لو سألته عن الجزائر اليوم؟ كيف سيبرر لها هذا الموت العبثي؟ هل سيقول أن الجزائريين يقتتلون من اجل جزائر أفضل؟ ما قيمة الغد الأفضل إذا تحقق علي جثث الجزائريين وعذاباتهم؟

ليتوقف هذا الموت العبثي وليتدارك علماء الأمة وقادتها هذا الجنون الذي لا يوفر أحدا وليطلقوا أصواتهم عالية ضد أبناء الموت مهما كانت صفاتهم ومواقعهم وهوياتهم فالصمت علي ما يجري جريمة لا تغتفر.

[u]